لم تقتصر خطوة إغلاق الحساب في تويتر على الصدر فقط، بل تبعتها خطوات مماثلة من قبل قادة بارزين في التيار الصدري، بينهم صالح محمد العراقي المعروف بأنه وزير الصدر.
وفي تحرك سريع من قبل السلطات العراقية، أعلنت محكمة تحقيق الكرخ ببغداد، "توقيف 65 متهما من أفراد عصابة ما يسمى (أصحاب القضية) التي تروج لأفكار تسبب إثارة الفتن والإخلال بالأمن المجتمعي"، حسبما نقل إعلام القضاء الأعلى على موقعه الرسمي.
واتخذت المحكمة قرارها بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني كونه الجهة المختصة بالتحقيق، وفقا للقضاء.
من هم "أهل القضية"؟
يؤكد الأكاديمي والمحلل السياسي غالب الدعمي أن هذه "الحركة بدأت منذ عام 2007 بعناوين متعددة"، مبينا أنه "في حينها أصدر الصدر قرارات حازمة ضدهم في محاولة لتحجميهم".
ويضيف الدعمي لموقع "الحرة" أن "هناك جهات من خارج التيار الصدري حاولت الترويج لهذه الحركة بشكل ملحوظ مؤخرا سعيا منها للإساءة للصدر وتياره".
ويشير الدعمي إلى أن "نية هذه المجموعة كانت تتمثل في التوجه لمسجد الكوفة في يوم الاعتكاف، الذي كان ينوي الصدر القيام به خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، من أجل إعلان البيعة للمهدي المنتظر الذي يعتقدون أنه زعيم التيار الصدري".
"عندما وصلت هذه الأنباء لمسامع الصدر ألغى الاعتكاف وأصدر بيانا واضحا دعا خلاله السلطات الحكومية لردع الحركات المنحرفة والفاسدة كما أسماها"، وفقا للدعمي.
يقول الدعمي إن "أعداد أنصار هذه الحركة ليست كثيرة، لكنها أخذت بالتزايد مؤخرا بشكل ملحوظ"، لافتا إلى أن "خطوة الصدرة قطعت الطريق على من كانوا يعولون على تشويه سمعته واستغلال مثل هكذا حركات للإساءة له ولتياره".
ويختتم الدعمي بالقول إن "مثل هكذا حركات موجودة في التراث الإسلامي.. وهي كثيرة وتظهر بين فترة وأخرى".
يحظى الصدر بقاعدة شعبية واسعة بفضل تراث عائلته التي تنتمي إلى سلالة النبوة، ولديه مئات الآلاف من الأنصار الذين يطيعون أوامره، نصرة لوالده الذي اغتيل على يد نظام صدام حسين عام 1999 وما زالت ذكراه تحظى باحترام واسع من قبل غالبية الشيعة.
بدأت مسيرة الصدر بمعارك ضارية مع القوات الأميركية التي اجتاحت العراق في 2003، من خلال تشكيل ميليشيا "جيش المهدي" وصولا إلى نزاع حاد مع رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي حكم البلاد بين العامين 2006 و2014.
حل بعد ذلك "جيش المهدي" المؤلف من 60 ألف مقاتل، لكنه أعاد تفعيله بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع 2020 في ضربة عسكرية أميركية في بغداد.
يصف الأكاديمي أحمد رسول مجموعة "أصحاب القضية" بأنها "حركة سياسية مهدوية متطرفة لا تؤمن بالوسائل السلمية لنشر دعوتها والتبشير بها، وأن لغة العنف عندهم هي الخيار الوحيد".
ويشير رسول في سلسلة تغريدات على تويتر إلى أن المجموعة "انشقت عن جيش المهدي في محافظة ميسان" قبل عدة سنوات.
يؤمن أفراد هذه الحركة، وفقا لرسول، بأن الصدر هو "الإمام المهدي، باعتبار أنه قد قتل في معركة النجف الثانية عام 2004 ضد القوات الأميركية وأن الشخص الموجود حاليا هو الإمام المهدي الذي حل في جثمان السيد مقتدى".
يؤكد رسول كذلك أنه "طالما وجدت توترات في العلاقة بين هذه الحركة وبين التيار الصدري" مبينا أن "بعض الاشتباكات الصغيرة حدثت فيما بينهم، ولكنها لم تتطور إلى مواجهات واسعة".
بدوره
يقول الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية زياد العرار إن "حركة أصحاب القضية امتداد لحركات سابقة تشبه المهدي المنتظر بالصدر".
ويضيف العرار لموقع "الحرة" أن "الصدر اتخذ الخطوة الحازمة تجاه هؤلاء لإنه لا يريد أن يتسبب بخلل في البنية الاجتماعية العراقية".
ويتابع العرار أن "موضوع الإمام المهدي حساس جدا، لأن الحديث أن الصدر هو المهدي المنتظر يؤثر على الوضع الاجتماعي ليس في العراق وحسب وإنما حتى خارجه.. في المجتمع الشيعي بشكل عام".
وعن تبعات خطوة الصدر بتجميد التيار الصدري يرجح العرار أن يكون للقرار "أثار واضحة على العملية السياسية، وقد يعني ذلك أنه لن يشارك في الانتخابات المحلية المقبلة".
ولم يرد العديد من قادة التيار الصدري أو مكتب الصدر الخاص على طلبات موقع "الحرة" للتعليق.
وكان الصدر أعلن في يونيو الماضي، خلال أزمة سياسية تتعلق بتسمية رئيس وزراء للبلاد، عن "انسحابه النهائي" من العمل السياسي، الأمر الذي أدى لوقوع اشتباكات مسلحة دامية في بغداد بين أنصاره من جهة وفصائل شيعية من جهة أخرى.
وسبق ذلك إعلان نواب التيار الصدري (73 نائبا) من البرلمان، بعد أن كانوا يمثلون أكبر كتلة سياسية في مجلس النواب.
الخبر صحيح وتم التأكد منه من خلال مراجعة التغريدات التي نشرها صالح محمد العراقي .
وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على صفحاتهم الرسمية على موقع تويتر.
هنا.
وهنا.
وتم التأكد من قرار مجلس القضاء الاعلى, وقرار محكمة تحقيق الكرخ هنا.