اهتمت الصحف البريطانية بصورة كبيرة بحلول الذكرى العشرين للحرب على العراق، حيث تناولتها في المقالات الافتتاحية وصفحات الرأي.
ونبدأ من صحيفة التايمز وتقرير لكاثرين فيليب من بغداد بعنوان "صدام كان مريعا، ولكن كنا نعيش في أمان".
وتقول الكاتبة إن أحمد يتذكر بوضوح مزيج الإثارة والرعب الذي شعر به عندما بدأ الأمريكيون في قصف مدينته. ويقول: "كنا مجرد أطفال، ولكننا كنا متحمسين لأنهم سيأتون ويتخلصون من صدام".
وتضيف الكاتبة أن أحمد وإخوته اختبأوا تحت الأثاث مع بدء القصف عندما اصطدمت الصواريخ بأهدافها صباح 20 مارس/ آذار.
وتضيف أنه بعد ثلاثة أشهر أصبح والد أحمد ضحية هذا الغزو، حين كان هدفا خاطئا للغزو الأمريكي، إذ أطلق الجنود الأمريكيون المتوترون النار عليه عند نقطة تفتيش في مدينة الصدر، حيث تعيش عائلته.
وتقول إنه في العام التالي، دمرت دبابة أمريكية منزلهم بالكامل أثناء القتال بين الأمريكيين وجيش المهدي.
وقال أحمد للكاتبة: "بعد عام 2003 لم نشهد يومًا جيدًا أبدًا"، بينما يتذكر الأحداث التي تلت: التمرد الوحشي والسيارات المفخخة، والعنف بين السنة والشيعة من عام 2006 إلى عام 2008، واستيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في عام 2014، وقمع الحكومة العراقية العنيف لاحتجاجات الشوارع لعام 2019 التي أودت بحياة شقيقه الأصغر سرمد.
وتقول الكاتبة إنه بعد عشرين عامًا على بداية الغزو الأمريكي أصبح من المعترف به على نطاق أن الغزو أخفق إخفاقا ذريعا، وكان حماقة متعجرفة تستند إلى معلومات استخبارية كاذبة.
وتضيف أن تداعيات الغزو مستمرة على مر السنين، مما أدى إلى زيادة قدرة القادة الاستبداديين في أماكن أخرى من العالم على التصدي لمناشدات شعوبهم من أجل الديمقراطية.
وتقول الكاتبة إن العراق نفسه كان الأكثر تضررا من تبعات الغزو، حيث تلته أحداث أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من أبنائه، ودفعت الملايين إلى الفرار إلى الخارج، بالإضافة إلى نظام سياسي يسمح للفساد والطائفية بالازدهار.
"الحلفاء قد يجرونك إلى حرب"
ويقول الكاتب إنه أمضى الأسبوع الماضي منقبا في الوثائقيات والبرامج الإخبارية والمقالات عن الغزو الأمريكي للعراق، وخرج من ذلك الانغماس والتأمل في الغزو بدرسين رئيسيين.
الدرس الأول هو عدم إلحاق الضرر أو الأذى.
ويقول إن الحجج التي قدمها بلير وبوش للحرب على العراق متعددة، ولكن كان المبدأ الأساسي لقضية التدخل العسكري هو أن هذا كان لصالح الشعب العراقي نفسه، الذي سيتم تحريره من قبضة طاغية وحشي.
ويضيف أن الإطاحة بصدام حسين تمت بالفعل، ولكن بتكلفة باهظة: حوالي 300 ألف شخص، وفقا لأحد التقديرات، معظمهم من المدنيين العراقيين.
ويقول إن الغزو خلق فراغا ملأ بالرعب وسفك الدماء. وبالنسبة للعديد من العراقيين، كان العلاج الذي وصفه بوش وبلير أسوأ من المرض.
ويضيف أن أحد كبار ضباط المخابرات السابقين قال له هذا الأسبوع: "مهما كان النظام مروعًا، فإن الفوضى والاضطراب أسوأ".
ويقول الكاتب إن الدرس الثاني: عندما يتعلق الأمر بالاستخبارات السرية، كن متشككًا.
ويضيف أنه عند طرح قضية الحرب، ركز بلير بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية التي رآها، وكما قال أثبتت "دون أدنى شك" أن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن اتضح أنه خاطئ تمامًا: لم تكن هناك أسلحة دمار شامل. وخلص تحقيق تشيلكوت عن غزو العراق إلى أن رئيس الوزراء آنذاك قد بالغ عمداً في تضخيم التهديد، وهذه الحقيقة وحدها تكفي لإدانة بلير في عيون التاريخ.
ويقول الكاتب أيضا إن أحد الدروس المستفادة من غزو العراق هو أن حتى أقرب الحلفاء يجب ألا يقدموا دعمًا شاملاً لبعضهم البعض.
ويضيف أن بلير برر أفعاله بالقول إن لندن كانت "أقوى حليف لواشنطن"، ولهذا انقادت للمشاركة في غزو العراق.
مذكرة توقيف بحق بوتين
ويقول الكاتب إن خطط الرئيس الصيني شي جينبينغ للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو تسلط الضوء على تطلعات الصين لدور أكبر على المسرح العالمي.
لكنه كشف أيضًا عن مخاطر الدبلوماسية العالمية، فبعد ساعات من إعلان الرحلة يوم الجمعة صدرت مذكرة توقيف دولية ضد بوتين بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، مما أدى على الحد من زخم الزيارة الصينية.
ويقول الكاتب إن التطورات، التي أعقبت توسط الصين في التوصل إلى اتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإصدارها لما تسميه "خطة سلام" لأوكرانيا، جاءت في الوقت الذي تراقب فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحذر تحركات بكين لتأكيد نفسها بقوة أكبر على الساحة الدولية.
ويشير إلى إن المسؤولين الأمريكيين87 أعربوا عن ارتياحهم لاتفاق هيئة دولية مع تقييم واشنطن بأن روسيا ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.
ويقول الكاتب إن إدارة بايدن تعتقد أن رغبة الصين في أن يُنظر إليها على أنها وسيط للسلام بين روسيا وأوكرانيا قد يُنظر إليها بشكل أكثر أهمية الآن بعد أن أصبح بوتين رسميًا مشتبهًا به في جرائم حرب.
ويوضح أن زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا ستكون أول رحلة خارجية يقوم بها شي منذ انتخابه لفترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي عززت فيه بكين وموسكو العلاقات في خطوات بدأت قبل وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا باجتماع بين الزعيمين في بكين خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العام الماضي، حين أعلنا شراكة "بلا حدود".
ويرى الكاتب أنه على المدى القريب، من غير المرجح أن يكون لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين وأحد مساعديه تأثير كبير على الاجتماع أو موقف الصين تجاه روسيا. فلم تصدق الصين ولا روسيا - ولا الولايات المتحدة أو أوكرانيا - على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية.
قدم المحرر تغطية كافية حول الموضوع, من خلال تتبع الاحداث التي واجهها السكان.