تأسست كنيسة القلب الاقدس للسريان الكاثوليك في مدينة البصرة، جنوبي العراق، عام 1936، وهي تستقبل يومياً المئات من المسلمين، بهدف الزيارة والتبرك في محافظة بدأ أعداد المسيحيين فيها بالتناقص شيئا فشيئاً.
العوائل المسلمة تأتي الى هذه الكنيسة، لأسباب عدة، منها الحصول على المراد وطلب الرزق والشفاء، بل وحتى القراءة، وغالبيتهم من النساء والفتيات.
الاكاديمية في جامعة بغداد الاء طلال ياسين، تقول لشبكة رووداو الاعلامية ان "أهلنا ومنذ الصغر يصطحبوننا الى الكنائس، وخصصا في أيام العيد، ونقوم بايقاد الشموع، ولا نتذكر في يوم من الايام اننا زرنا كنيسة في يوم ما وقاموا بمنعنا من الدخول".
وأوضحت الاء طلال ياسين ان "المسيحيين يستقبلوننا في الكنائس بأجمل استقبال"، مشيرة الى ان النساء يقدمن النذور الى الكنائس.
من جانبها، قالت المواطنة البصرية اقبال لعيبي، وهي من محافظة البصرة تقول لشبكة رووداو الاعلامية انها ترتاح نفسياً خلال زيارتها الى الكنيسة، مبينة انها توقد الشمعة من اجل الدعاء والحصول على المراد.
ولفتت اقبال لعيبي، الى انها وعندما كانت صغيرة، رغب أهلها بتزويجها لشخص مسيحي.
بدورها،
تقول الطالبة فاطمة سمير لشبكة رووداو الاعلامية انها تجد في زيارتها الى الكنيسة الاطمئنان والسكينة، موضحة اها طالبة في جامعة الكرمة وقد احبت المكان، لذا تقوم في غالبية الاحيان بزيارة الكنيسة بل وحتى القراءة فيها.
واشارت الطالبة فاطمة سمير، الى أنها توقد الشموع عندما تزور الكنيسة، ويشعر قلبها بالارتياح.
القسيس بطرس عبو، دعا في حديثه الى شبكة رووداو الاعلامية، المسيحيين الذي تركوا البصرة الى العودة لمناطقهم، مشيرا الى ان الكنيسة تستقبل الناس من كل الاطياف، بغرض الزيارة والدعاء.
ا
ما يوسف عزيز يوسف، وهو خادم في الكنيسة فقال لشبكة رووداو الاعلامية انه "توجد في البصرة 17 كنيسة، وغالبيتها متروكة بسبب هجرة المسيحيين، فيما تقدر اعداد العوائل المتبقية منهم بـ 175 عائلة فقط، والمهاجرين منهم توجهوا صوب اماكن مختلفة، منها بغداد أو منطقة عينكاوة في اربيل".
يعود تاريخ وجود المسيحيين في مدن جنوبي العراق إلى منتصف القرن الثاني الميلادي، حسبما تشير إليه المصادر التاريخية.
وتراجع أعداد المسيحيين في البصرة بشكل كبير منذ التغيير في العراق في عام 2003، وما رافقه من انفلات أمني، مما اضطر الكثير منهم إلى الهجرة، سواء الى اقليم كوردستان او سهل نينوى او الى خارج العراق.
قدم المحرر تغطية كافية حول الموضوع, من خلال فترات تواجد المسيحيين في البصرة.