العراق.. تحذيرات من مخاطر الاستيلاء على جامع سني




العراق.. تحذيرات من مخاطر الاستيلاء على جامع سني
سياسة / تقارير
جودة الخبر 100%

تم نقل النص عن الحرة عراق بتاريخ 09/03/2023 08:28

شارك على  
المحرر - الحرة عراق


أثار إعلان العتبة العسكرية المسؤولة عن مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، في سامراء شمالي بغداد، عزمها تغيير اسم "جامع سامراء الكبير"، أحد أقدم جوامع المدينة إلى "صاحب الأمر" استياء كبيرا لدى أبناء الطائفة السنية، واحتجاجا رسميا من الوقف السني العراقي.

وأعرب الوقف السني في بيان عن استنكاره للخطوة التي وصفها بـ"الاستفزازية" لافتتاح جامع سامراء وتغيير اسمه.

وقال الديوان إن هذا الإجراء هو "من الأخطاء الدينية والشعبية والاجتماعية التي لا بد من استدراك مخاطرها"، وأضاف أنها "خطوة نحو التصعيد والاستفزاز للمكون السني".

وطالب الوقف السني بالتحقيق "مع مفتعلي الأزمة".

وقال "المجمع الفقهي العراقي" وهي الجهة التي تشارك في ترشيح رئيس الوقف السني، وتعتبر بشكل واسع المرجعية السنية في العراق، إن "قيام بعض الجهات بتصرف غير مسؤول بالاستيلاء على جامع سامراء الكبير [..] تصرف مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية وبعيد عن الحكمة والرحمة، استفز المشاعر الدينية لدى عوام الناس وخواصهم".

وأضاف المجمع في بيان إن هذا "ينذر بإثارة فتنة طائفية حرص الغيارى من أبناء شعبنا على إطفائها"، مؤكدا إن "الاستيلاء على هذا الجامع [..] يعد صورة من الجرائم التي تمس الشعور الديني لشريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي".

واستنكر المجمع الفقهي "الاعتداء الخطير" وحذر من "عواقب وخيمة على تلاحم النسيج العراقي"، ودعا مرجعيات الدين (الشيعية) والرئاسات العراقية والحكومة والبرلمان والتحالفين السنيين (السيادة وعزم) إلى تحمل مسؤوليتهم وإعادة الجامع إلى ديوان الوقف السني.

والجامع الكبير في سامراء هو جامع ومدرسة دينية أنشئت منذ مئات السنين، وفقا لمصدر في الوقف السني في سامراء طلب عدم الإشارة إلى اسمه.

يقول المصدر، إن الجامع كان دائما "مدارا من قبل رؤساء المذهب الشافعي في العراق، وهناك جثامين إمامين شافعيين مدفونين فيه منذ عقود".

ووفقا للمصدر فإن "الدراسة والصلاة كانت مستمرة في الجامع منذ تأسيسه وحتى حادثة تفجير مرقد الإمامين العسكريين عام 2006، ثم عادت بعدها حتى دخول داعش عام 2014 حيث أغلق الجامع ولا يزال حتى الآن".

وقال الشيخ عز الدين الرفاعي، ممثل مجمع هيئة علماء المسلمين لموقع "الحرة" إن "الجامع كان تابعا للوقف السني وهو مملوك له بحجة ملكية رسمية منذ بدء فصل الأوقاف".

ويقع الجامع محاذيا للجدار الغربي من المرقد العسكري وكان يفصل بينه وبين المرقد جدار، إلا أن الجدار "هدم من قبل إدارة العتبة" كما يقول الشيخ.

ويضيف "في عام 2010 عاد إلينا الجامع بعد وساطات كثيرة، وبدأ فيه الدرس، وقد كان يحتل جزء من باحته مشغل لصنع التذهيب لقبة الإمامين العسكريين بموافقتنا وبعد تأكيد العتبة بأن المشغل سيرفع بعد الانتهاء من أعمال التذهيب".

ويتابع "العتبة رفضوا التحدث إلينا بعد الإعلان عن تعمير قبة الجامع وتغيير اسمه، وحتى الآن لا مؤشر على أن الجامع سيعاد إلينا".

ويقول الرفاعي إن هذا "محزن للغاية في مدينة مثل سامراء كانت رمزا للتعايش منذ مئات السنين".

وزار رئيس تحالف عزم، مثنى السامرائي، الجامع، وقال إن "لا تغييرات داخلية حصلت فيه"، لكن الشيخ الرفاعي يقول إن "المنبر هدم وهناك تغييرات أخرى حصلت على البناء" بدون إذن الوقف السني.

من جهته يقول السيد محمد البدري، وهو رجل دين شيعي، إن "الوقف حجة الواقف"، مبينا أن "هذا يعني انه لا يجوز التصرف في الأوقاف بخلاف ما أراده الواقفون".

لكن البدري يقول لموقع "الحرة" أن "هناك قاعدة لا ضرر ولا ضرار أيضا، وإذا كان الجامع يضر بالمرقد فإنه قد يكون هناك مسوغ لتنظيم إدارته".

ولم تجب العتبة عن أسئلة موقع "الحرة"، فيما رفض متحدث باسم الوقف الشيعي التعليق على الموضوع.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها من إعلان للعتبة، يشير إلى إعادة افتتاح "قبة مسجد صاحب الأمر" بعد تأهيلها، في منشور على موقع فيسبوك.

لكن يبدو أن "صفحة الإدارة العامة للعتبة العسكرية المقدسة" التي نشر عليها المنشور، قد توقفت عن العمل.

ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من أن المنشور يعود إلى العتبة بالفعل.

واحتج تحالف السيادة، الذي يقوده السياسي العراقي خميس الخنجر، على "الاستفزاز" الذي قامت به العتبة، وفق بيان.

وانتقد رئيس البرلمان العراقي الأسبق، ورئيس لجنة الأوقاف الدينية الحالي في البرلمان، محمود المشهداني، تغيير الاسم، ووصفه في بيان بأنه "مخالف للشرع والقانون".

وسامراء هي مدينة ذات غالبية من المسلمين السنة، لكن مرقد الإمامين العسكريين هو واحد من أهم المراقد المقدسة لدى الشيعة العراقيين.

ويقع الجامع محاذيا للمرقد الذي تسبب تفجيره في اندلاع حرب طائفية في العراق عام 2006.

كما أن المدينة تتمتع بقيمة تاريخية كبيرة، حيث كانت لفترة طويلة عاصمة الخلافة العباسية في عهد الخليفة المعتصم بالله 835 ميلادية ويقع فيها القصر العباسي والمئذنة الملوية، وهي واحدة من أشهر المآذن الإسلامية، بناها الخليفة المتوكل مع مسجد لا يزال شاخصا حتى الآن.


مصدر الخبر

التقييم

هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
نسب الصور لمصدرها

نسب المحرر الصور المستخدمة إلى مصدرها لوكالة رويترز.

هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
تم تجهيل المصدر لضمان سلامته

أشار المحرر إلى سبب عدم ذكر أسم المصدر بحسب طلبه.

هل خلط المحرر بين المعلومات الخبرية وتعليقه الشخصي؟
لم يخلط بين المعلومات الخبرية وتعليقه

لم يخلط المحرر بين المعلومة الخبرية ورأيه الشخصي, وقدم  المعلومات ضمن السياق الصحيح.

هل هناك معلومات خاطئة ضمن المحتوى؟
غير محدد

المعلومات الواردة ضمن تصريح "الوقف السني", صحيحة وتم التأكد منها من خلال الصفحة الرسمية لديوان الوقف السني بحسب البيان الذي تم نشره, لم يتسنى لنا التأكد من تغيير أسم الجامع, كما لم نجد الصفحة التي نشرت الصورة والتي تحمل أسم " الادارة العامة للعتبة العسكرية المقدسة".

هل قدم المحرر تغطية كافية للموضوع؟
أشار المحرر إلى عدم تمكنه من الحصول على المعلومات الكاملة.

أشار المحرر عن عدم تمكنه من الحصول على أجابه من قبل "الوقف الشيعي", ولم يتم التعليق من قبلهم على الموضوع.

هل تمثل المصادر المستخدمة في المحتوى أكثر من وجهة نظر؟
أكثر من وجهة نظر

تتضمن المادة أكثر من وجهة نظر لجهات ذات علاقة بشؤون الاوقاف الدينية.

هل استخدم المحرر مصادر مناسبة؟
استخدام المصادر مناسب

أستخدم المحرر مصادر مناسبة للتعليق والحديث حول الموضوع.

هل العنوان موضوعي ودقيق؟
العنوان موضوعي ودقيق
هل هناك خطاب كراهية ضمن المحتوى؟
المحتوى خال من خطاب كراهية
أستخدم المحرر سرد صحفي خالِ من خطاب الكراهية , والتزم بالسياق الموضوعي في تتبع تفاصيل التقرير.
تم التقييم بواسطة فريق التقييم بتاريخ 2023/03/09 09:00

تعليق المقيم

أشار المحرر إلى عدم تمكنه من الحصول على أجابة من "الوقف الشيعي".

كما أستخدم مصادر مناسبة للتعليق على موضوع الأوقاف الدينية.

ونسب الصور المستخدمة ضمن التقرير إلى مصدرها.

رد الصحفي

لا يوجد

رايك في التقييم

التعليقات