أثار لقاء السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا إل رومانوسكي، مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، مؤخراً، امتعاض لدى قوى الإطار التنسيقي، خاصة بعد مناقشتها قانوني الانتخابات والموازنة، عادين ذلك "تدخلاً سافراً" بالشأن الداخلي، و"إنتهاكاً للسيادة والمؤسسة التشريعية".
وركّزت رومانوسكي خلال لقائها المندلاوي، الأحد الماضي، على "أجندة مجلس النواب للفصل التشريعي الحالي، والتشريعات المهمة لدعم الشعب العراقي، بما في ذلك الميزانية والانتخابات وحقوق الإنسان"، بحسب تغريدة
نشرتها السفيرة عبر حسابها الرسمي، في "تويتر".وتسبب بحث هذه الملفات امتعاض لدى قوى الإطار التنسيقي الشيعي، حيث وجّه عضو حركة عصائب أهل الحق، أحمد الكناني، (أمس الثلاثاء)، عتاباً للمندلاوي، وقال في تغريدة على "تويتر"ً: "تعدي - انتهاك - استفزاز، هذا باختصار ما تفعله سفيرة أميركا في العراق".
وانتقد سالم، "صمت الخارجية العراقية ازاء تلك التدخلات"، وختم تغريدته بوسم "العراق ليس ولاية تابعة لأمريكا".
من جهته استنكر رئيس منظمة ألوان المنتمي إلى الإطار التنسيقي، حيدر البرزنجي، تغريدة السفيرة الأميركية بالقول: "هل جميع السفراء يناقشون الموازنة، وما هي مستقبل استراتيجية القوانين؟ وماهي الصفة، وكيف تسمح بذلك؟".
رفض نيابي
يقو
ل النائب المستقل، هيثم الزركاني، أن "هناك تدخلاً سافراً بالشأن العراقي من قبل دول الجوار والإقليمية وحتى البعيدة، وهذا ما لا يخفى على كل العراقيين".
ويشير الزركاني خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "طلب السفيرة الأميركية وغيرها بالاستعجال بقانون الانتخابات، فهذا شأن داخلي وليس دولي، ولا نقبل به كنواب ونرفضه، ومن المفترض أن يكون هناك رد دبلوماسي على مثل هكذا تدخلات".
تشديد أميركي
من جهتها
ترى الباحثة السياسية، نوال الموسوي، أنه "لأول مرة منذ 4 دورات انتخابية نشهد هذا الزخم من المراقبة والتشدد والمتابعة من الجانب الأميركي، لدرجة أن السفيرة تناقش أدق الملفات منها إقرار الموازنة مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب، كونه جزءا من الإطار التنسيقي الذي يمثل الأغلبية في البرلمان العراقي".
وتضيف الموسوي لوكالة شفق نيوز، "وعليه يتوجب (على المندلاوي) أن يضطلع بإتمام المهمة داخل البرلمان واضعاً بالاعتبار الاشتراطات الأميركية، منها الاستمرار بمحاربة تهريب العملة، وملاحقة الفاسدين، والمضي بالاتفاقيات وعقود الشراكات بين البلدين، وحسم ملفات حقوق الإنسان، والنازحين في مخيمات الهول والجدعة، والوضع في سنجار، وتطبيق برامج الأمم المتحدة بهذا الجانب".
الانتداب البريطاني
بدوره يشير المحلل السياسي، علي عبد الرحمن السامرائي، إلى أن "المتتبع لنشاط السفيرة الأميركية، ولقاءاتها مع المفاصل الرئيسة والحاكمة في الدولة العراقية، يتبادر إلى ذهنه تحركات المندوب السامي أيام الانتداب البريطاني بداية القرن الماضي، وتميزها عن السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في بغداد".
وتابع السامرائي حديثه لوكالة شفق نيوز، "من المؤمل أن تصدر وزارة الخارجية توضيحاً لمهام وتحركات السفيرة الأميركية، التي لاشك أنها تنسجم مع الأتكيت والعرف الدبلوماسي، الذي يحدد سياقات ومديات حركة سفراء الدولة العظمى وغيرها، وعدم تجاوز الأصول والضوابط المعمول بها لدى الدول ذات السيادة الكاملة".
يذكر أنه في كانون الأول 2021 أعلن البيت الأبيض عن ترشيح إلينا إل رومانوفسكي، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة لدى العراق، لتحل محل السفير ماثيو تولر.
وتولت رومانوسكي منصبها سفيرة للولايات المتحدة الأميركية لدى دولة الكويت في 2020، وقبل تعيينها عملت نائبة المنسق الرئيسي لوزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب (2016-2020)، حيث أشرفت على تنسيق وتكامل أهداف سياسة مكافحة الإرهاب وتطوير وتنفيذ برامج المساعدة الأميركية وبناء القدرات لمكافحة الإرهاب مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، فخلال ما يقرب من الأربعين عاما من الخدمة في مختلف الوكالات الحكومية الأميركية، أصبحت السفيرة رومانوفسكي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط.
الخبر صحيح حيث التقى النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي السفيرة الامريكية وتداولت الخبر الوكالات الرسمية في العراق.