بعد 44 عاما و 20 نسخة، استضاف العراق بطولة الخليج لكرة القدم بنسختها الـ 25، في حدث استثنائي لأسباب عدة، منها حفل الافتتاح المبهر، والتفاعل الشعبي الذي فاق التوقعات والأجواء التي وصفت بالمفرحة، وأيضا بسبب الأخطاء التنظيمية التي أثارت العديد من التساؤلات.
شهد اليوم الأول من البطولة فوضى أثارت استياء إعلاميين ومشجعين قالوا إنهم مُنعوا من دخول الملعب لتغطية مجريات حفل الافتتاح الذي شهد استخدام تقنية "الهولوغرام"
. ويقول المصور العراقي "علي دبدب" إن الصحفيين من وكالات عالمية مختلفة لم يستطيعوا الدخول رغم امتلاكهم التخويل الرسمي.
وأضاف لموقع "الحرة" "أنهم انتظروا لعدة ساعات" ولم يتمكنوا من دخول الملعب.
وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي قاعة التغطية الصحفية في الملعب مليئة بأشخاص، بينهم "مؤثرات" على مواقع التواصل الاجتماعي كن يلتقطن صور السيلفي.
وتعليقا على ردود الفعل، قال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، إن "الترتيبات وضعت لضمان تمكن الصحفيين من تغطية باقي المباريات".
انسحاب الوفد الكويتي
وقبل تصريحات درجال، واجه الاتحاد العراقي مشكلة أخرى تمثلت بانسحاب الوفد الكويتي من مباراة الافتتاح بعد تعذر دخول ممثل أمير الكويت، نواف الصباح، ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية، فهد الصباح، إلى الملعب بسبب "الزحام الشديد".
وشهدت بوابات ملعب جذع النخلة في مدينة البصرة حيث تقام البطولة، زحاما كبيرا، كما شهدت المباراة تعذر دخول بعض حملة التذاكر إلى الملعب بسبب الزحام والفوضى وتعطل أجهزة قراءة "الباركود" التي تستخدم للتحقق من التذاكر.
وقال الاتحاد الكويتي في
بيان نشره على صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي بأنه نظرا لما حدث، وتضامنا مع ممثل أمير البلاد، فقد انسحب بدوره، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم والوفد المرافق له من مراسم الافتتاح، وأبلغ نظيره العراقي والمسؤولين عن التنظيم باحتجاج الاتحاد على تلك الأمور التنظيمية.
واعتذر الاتحاد العراقي عما وصفه بـ"خروج بعض الأمور التنظيمية عن إطارها الصحيح في افتتاح البطولة".
و
قال الاتحاد، وهو الجهة الرئيسة المنظمة للبطولة إن "الاتحاد العراقي، وكذلك القائمين على تنظيم البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورةَ تلافي ما حدث لضمان ظهور العملية التنظيميّة في أفضل صورة ابتداءً من مباريات اليوم الثاني للبطولة".
و
قال رئيس الاتحاد عدنان درجال للصحفيين إن "الأخطاء التنظيمية تحدث أحيانا، لكننا عازمون على تلافيها".
وانتشر على مواقع التواصل فيديو يظهر مشاجرة في منطقة جلوس كبار الشخصيات في الملعب.
وظهر عضو مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، عبد العزيز السمحان، في لقاء تلفزيوني قائلا إنه تعرض للسرقة وتمزقت ملابسه خلال محاولته دخول الملعب.
إعمار البصرة
خصص العراق 3 ترليونات دينار (نحو 2 مليار دولار) لإعمار محافظة البصرة استعدادا لاستقبال خليجي 25، لكن إدارة المحافظة تعرضت لانتقادات بعد بنائها "جدارا عازلا" يخفي المناطق العشوائية في المحافظة عن الزائرين.
ويقول أحمد فلاح، وهو ناشط بصري، إنه "ليس هنالك شيء ملموس قدمته الحكومة المحلية في البصرة باستعدادها لبطولة الخليج"، مضيفا أن "كل الذي عملته هو وضع جدران عازلة لإخفاء الفوضى والبيوت العشوائية والنفايات"
والجدار العازل كما أصبح يسمى محليا هو هيكل من الحديد المغطى بالصفائح الحديدية يمتد عبر مناطق ساحة سعد والمستشفى الجمهوري وسط البصرة وفي مناطق المعقل ومناطق أخرى من المدينة.
وتنتشر العشوائيات في هذه المناطق، ويبدو أن الهدف من الجدار هو عزل مناظر العشوائيات عن المتنقلين في شوارع المدينة الرئيسية.
الحفاوة
مع هذا كله، كان البصريون هم مركز البطولة، بشكل أكبر حتى من المباريات الرياضية أو حفل الافتتاح أو الخدمات.
وسجل كثير من ضيوف المدينة من مواطني دول الخليج إعجابهم بالحفاوة الكبيرة التي استقبلتهم بها الجماهير، من دون تنسيق مسبق أو جهد حكومي.
وتحدث مواطنون وإعلاميون خليجيون عن كثرة الدعوات التي تلقوها لتناول الطعام في منازل البصريين، أو للإقامة فيها خلال البطولة. وقال العديد من صناع المحتوى الخليجيين أنهم "لم يستطيعوا صرف أي أموال لأن المطاعم والمحال التجارية ترفض تقاضي الأموال منهم مقابل الطعام أو الشراب".
ويقول غيث محمد، وهو محام عراقي من بغداد جاء إلى البصرة من أجل حضور البطولة أن "إيجابيات البصرة كثيرة لكن جميع إيجابيتها تأتي من ناسها".
وقال أن هناك مجموعة شبان تبرعوا بأن يتناوبوا على تنظيف الكورنيش والأماكن المزدحمة بالسياح، كذلك كانوا متواجدين داخل المدينة الرياضية وداخل الملعب وقاموا بأهم واجب أخلاقي يظهر مدينتهم بالشكل الذي يحبونه".
وأضاف أن "الجميع ومن دون مبالغة كان مستعدا لضيافتك، وبقت المدينة مستيقظة طوال الليل والنهار"، وتابع "حتى سائقو سيارات الأجرة كانوا يعترضون حينما نحاول دفع أجرتهم".
لكن محمد يقول لموقع "الحرة" أن "السلبيات تتحملها السلطات، ومنها غياب موظفي البلدية، وعدم وجود أماكن لجمع النفايات، ونقص الأماكن السياحية، وأماكن صف السيارات ومشاكل التلوث والقمامة في شط العرب.
وتحدث محمد أيضا عن مشاكل التنظيم داخل الملاعب ومشاكل النقل من وإلى الملعب.
نتائج المباريات
وحتى الآن لعبت فرق المشاركة في البطولة: العراق، وقطر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وعمان، الكويت، واليمن، أربع مباريات، بواقع مباراتين في كل يوم.
وتعادل العراق وعمان في افتتاح البطولة، بينما فازت السعودية على اليمن بهدفين من دون مقابل في مباراة لعبت في اليوم ذاته.
وفازت البحرين بهدفين مقابل هدف واحد على الإمارات فيما فازت قطر على الكويت بهدفين من دود رد في مباريات اليوم الثاني.
ويواجه العراق السعودية الاثنين، وتلعب عمان ضد منتخب اليمن في اليوم ذاته.
وازن المحرر في عرض آراء المصادر المستخدمة.